نجاح الطفل يعتمد على أسلوب التربية
جيل الكمبيوتر والانترنت، يختلف عن كافة الأجيال السابقة عليه، فهو يحتاج إلى أسلوب تربية خاص ومعاملة فريدة، إنه لا يجدي معه أسلوب الأوامر الصارمة لأنه يسأل عن أدق التفاصيل لأنه يريد أن يفهم ما يدور حوله .
أحدث الدراسات في مجال سيكولوجية الطفل التي قام بها الكاتب الأمريكي الشهير والتر باك - حسب ما ورد بصحيفة الجمهورية - تؤكد أن هناك خطوات أساسية في تربية الأبناء لضمان نجاح التربية ونجاحهم في الحياة لا علاقة لها بالزمان أو المكان الذي يعيشون فيه ولخصها في عدة نقاط هامة.
دعي طفلك يتحمل مسئولية نفسه.
* دعيه يأخذ قراراته بخصوص أولوياته ووقته وقدراته لأنه ادري الناس بنفسه ولكن تحت اشرافك وتوجيهاتك ودون ضغط.
* ازرعي فيه قيماً ومبادئ معينة تكون هي مرشده في حياته. لا تدعي أصدقاءه ومعارفه يحددون ماهو مهم بالنسبة له حتي لا يزرعوا فيه مايخالف مبادئك ولا تحاولي أن تزرعي فيه مبادئ لا تؤمنين أنت نفسك بها ولا?تطبيقها في حياتك حتي لا يفقد الثقة فيك مثال علي ذلك بعض الآباء يحذرون أولادهم من الكذب ويمارسونه أمامهم ليل نهار.
* اتبعي أولوياتك التي وضعتها لنفسك. ولا تدعي الآخرين يبعدون عن أهدافك فإذا كانت نيتك أن تربي ابنك بشكل ما أو بفكر ما لا تحيدي عنه حتي لا يصاب طفلك بصدمة.
* اجعلي طفلك يعتبر نفسه في حالة نجاح مستمر.
* إذا تعرض طفلك لفشل في اختبار ما لا تجعلي هذا يبدو كنهاية العالم اخبريه أن نجاحك يأتي نتيجة اجتهادك وعمل ما تستطيع في الفصل وخارجه لنفسك ولزملائك وحتي للمدرسين. فإذا كنت مطمئناً إنك تبذل أقصي ماعندك لتنجح تصبح العلامات مؤشراً خارجياً فقط ولا تعبر بالضرورة عن مستقبلك أو ذكائك الفعلي.
* اجعليه يدرك أهمية أن يتفهم الآخرين؛ ليفهموه..
انصحيه قائلة إذا كانت لديك مشكلة مع المدرس. بخصوص علامة غير مرضية أو واجب منزلي. ضع نفسك مكان المدرس. ثم اسأل نفسك ما هو أفضل أسلوب لمعالجة الموضوع.. لا تلقي بالمسئولية في أخطائه دائماً علي الآخرين حتي لا يتحولوا بالنسبة إليه إلي شماعة يعلق عليها فشله في الحياة خاصة أنها عادة قد تلتصق به طوال?حياته..
* اجعليه يبحث عن أفضل الحلول لأي مشكلة مهما كانت صعبة حتي يتعود علي الاجتهاد ويخلق قدرة علي الإبداع مثلاً. إذا كان لا يستوعب مادة معينة. لا تجعليه يعيد قراءتها فقط بل اجعليه يجرب طرقاً أخري. مثل استشارة معلمه أو زميله أو مجموعة زملاء يذاكرون سوية.
اجعليه يتحدي نفسه وقدراته باستمرار لا تجعلي طفلك يشعر أنه أذكي طفل في العالم لأنه ينجح باستمرار لأن هذا يرخي من قدراته ويزيد غروره وفي نفس الوقت لا تحبطيه بل اجعليه يدرك أنه شخص جيد ولكن هناك دائماً ماهو أفضل.
* اعتمدي علي نفسك قدر الإمكان في تربية طفلك ولا تتركيه لمربية أو خادمة قد لا تعتني به أو تفسد أفكاره كذلك لا تنسي أهمية جعله يتقرب إلي الله دائماً ويفهم مبادئ دينه فلو تمسك كل إنسان بعصمة الدين لما وجدت في الحياة المشاكل التي نراها حالياً.
الاتكيت والنجاح الاجتماعي
لفقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يشعرون بعزلة اجتماعية يعانون دراسيا لأنهم غالبا يسيئون فهم معلميهم ولا يستطيعون الاستجابة لهم، كما يشعرون بالارتباك والقلق مما يؤثر علي قدراتهم علي التعلم
ومن واقع( دراسة فنون التعامل مع الآخرين وفنون الإرضاء والمجاملة والأسلوب المهذب لدي الأطفال تؤكد الدكتورة "كريمان بدير" رئيس قسم الطفولة بكلية البنات جامعة عين شمس، علي ضرورة تعلم تلك السلوكيات في ظل ظهور بعض التصرفات السلبية وتكرارها دون مبالاة من أفراد يفتقدون لحسن المجاملة.
لذا تنصح الآباء والأمهات بضرورة مساعدة أبنائهم حتى يصبحوا مقبولين اجتماعيا وذلك بتعليم الطفل كيف يعبر عن امتنانه للآخرين وكيف يشكر من يؤدي له خدمة وأن يعاون الآخرين في عملهم ويحترم الكبير ويعطف علي الصغير.
كما يجب علي الوالدين تدريب أبنائهم علي إجادة فن التواصل مع الآخرين الذي يتطلب من الإنسان الحرص علي المجاملة دون مبالغة واحترام الجميع وعدم خدش إحساسهم أو إحراجهم، والاعتراف بالأخطاء وعدم التعالي .
هذا كما أكدت الدكتورة "كريمان" على أهمية قراءة مشاعر الآخرين والتي تتطلب مهارتي ضبط النفس والتعاطف، وكذلك أهمية المجاملة التي وصفتها بأنها هدية رائعة ممن يبادر بها، فهي تنير الوجوه وتظهر الابتسامات وتغير السلوك وترفع المعنويات، فالناس علي كل مستو يعشقون المديح والمجاملة التي تشعرهم بان كل كفاح في حياتهم له قيمة. تلك الخبرات يجب أن ينقلها الآباء للأبناء لمساعدتهم علي تحقيق القبول الاجتماعي، ومن ثم التفوق الدراسي يأتهم.