بسمه تعالى شانه هوه ثقتي ورجائي
إشارات تضخم ؟
صدرت البيانات الأوروبية هذا اليوم بارتفاع على معظمها من مؤشرات لتضخم مستقبلي حيث إن نتائج مؤشر مدراء المشتريات ومؤشر أسعار المنتجين هي أحد أدوات التوقع المستقبلي للتضخم طبعا ً تقع ضمن مؤشرات أخرى .
بيانات مؤشر مدراء المشتريات الألمانية لشهر نيسان أعطت نتيجة أكبر من المتوقع بنمو مقداره 54.9 أكثر من التوقع الذي كان يشير إلى ثبات عند قيمة 54.6 وكذلك الأمر على الاقتصاد الأوروبي عامة حين ظهر نفس المؤشر بقيمة 52.0 مبتعدا ً عن قيمة الخطر من التباطؤ لكن من جهة مؤشر أسعار المنتجين لشهر آذار , النتيجة كانت مرتفعة على المقياس السنوي لتكون عند %5.7 بارتفاع أكبر من المتوقع عند 5.6 %من القيمة السابقة 5.3% . بالطبع فهذه النتيجة غير مستغربة بمقارنتها مع مستوى التضخم الذي وصل خلال شهر آذار عند 3.6% في أوروبا لكن الجانب المشرق قليلا ً هو ثبات القيمة عند 0.7% خلال شهر آذار نفسه .
إن هذه القيمة قد تعني ارتفاعا ً في التضخم في الحالات الطبيعية, لكن هذا الارتفاع كان داخل حقبة من التباطؤ الاقتصادي وهنا ننتقل إلى التفاؤل بأن الاقتصاد الأوروبي ما زال ينمو والتضخم قد يهبط قليلا ً بفعل التباطؤ الضحل في بعض القطاعات .
من هذا المنطلق , وبتضارب النتيجة بين إيجابية للاقتصاد وسلبية على توقعات مستوى الفائدة المرجعية على المدى الطويل ( وليس المتوسط) فقد بقي اليورو يتداول في مستويات ثابتة نسبيا ً بعد إصدار البيانات الاقتصادية مقارنة بقبل إصدارها بين أدنى سعر عند 1.5452 و 1.5480 لكنه عاود الانطلاق بحدة ليتداول قرب أعلى سعر له خلال اليوم عند 1.5535 بفعل طلبات شرائية على اليورو وموجة ضعف في الدولار الأمريكي وليس بنفس تأثير البيانات الاقتصادية فقط .
هبط الجنيه الإسترليني بحده في تداولات هذا اليوم إثر تناثر الآراء حول تثبيت أو تخفيض الفائدة المرجعية بالرغم من إن الاحتمال الأكبر يشير إلى تثبيتها عند مستوى 5.00% فحقق الجنيه أدنى سعر له عند 1.9635 قبل أن يجد الطلب الجيد مترافقا ً مع موجة ضعف في الدولار جعلته يعود ويتداول فوق مستوى الدعم النفسي 1.9700 لكن محتفظا ً بأعلى سعر له عند 1.9708 . وزاد من حدة الهبوط الذي سبق هذا الصعود بيانات أشارت إلى انخفاض في مؤشر مدراء المشتريات الخدماتي لشهر نيسان في بريطانيا ليقترب أكثر من الحد الفاصل بين الانكماش والنمو عند 50 محققا ً قيمة 50.4 بانخفاض عنيف من قيمة 52.1 ليرفع قليلا ً احتمال أن يتم تخفيض الفائدة المرجعية لكن يبقى الأغلبية يرون إن تثبيتها هو الخيار الأقرب .
موجة الدولار الهابطة مقابل الين الياباني كانت حركة فنية أكثر من أن تكون حركة مدعومة ببيانات اقتصادية حيث واجه الدولار الأمريكي بيوعا ً كبيرة مقابل الين وأيضا ً واجه الين عمليات شراء بسبب سحب استثمارات من بريطانيا مما دعم الين الياباني ليحقق أعلى سعر له مقابل الدولار الأمريكي عند 104.61 فيما اكتفى الدولار الأمريكي بأعلى سعر له اليوم عند 105.12 ين ياباني للدولار الأمريكي الواحد .
قد نجد التداولات خلال اليومين القادمين ترتبط بتوقعات البيانات الاقتصادية حول قرار الفائدة الأوروبي والبريطانية وكما ذكرنا تختلط الآراء حول بريطانيا مع اتجاه الأغلبية لأن يتم التثبيت بينما في أوروبا يعتقد المعظم بان البنك المركزي الأوروبي واضح جدا ً في سياسته المالية لتثبيت سعر الفائدة المرجعية . من هنا نجد بأن تأثر الجنيه الإسترليني يكون أكبر كثيرا ً في البيانات الاقتصادية التي تدل تدخل في توقع التضخم أو النمو الاقتصادي بينما يستجيب اليورو للبيانات ببطء ملحوظ .