بسمه تعالى شأنه هوه ثقتي ورجائي
ينحدر العبار من أسرة متوسطة الحال كانت تقيم في منطقة الراشدية بدبي، وكان أبوه يمتلك محلاً لبيع الزجاج والمرايا والبراويز في شارع نايف، وتربطه علاقة صداقة قوية مع سعيد جمعة النابودة، وأخيه خليفة، وقد ثابر ابنه محمد وعمل بجهد مصراً على التحليق عالياً، وهو ما استطاع أن يحققه, فشغل في بداية حياته العملية منصب مدير دائرة الرقابة في المصرف المركزي، وآزره صديقه أنيس الجلاف الذي كان يشغل منصب عضو مجلس الإدارة في بنك الإمارات الدولي أواسط الثمانينات، وبمباركة من أحمد الطاير وزير المالية ورئيس مجلس إدارة البنك المذكور آنذاك, انتقل العبار عام 1987 ليتولى منصب مدير عام "الخليج للاستثمارات"، وهي شركة مملوكة لحكومة دبي وتملك استثمارات كبرى في سنغافورة، وقد تمكن العبار من تعزيز حضوره في قطاع الخدمات المالية بفضل خبراته الطويلة في هذا المجال.
وحصل العبار على أحد المراتب الخمس الأولى على قائمة أهم 50 شخصية اقتصادية في العالم العربي، وفقاً لتصنيف مجلة "يورو موني" في عام 1996، وصنفته مجلة "أدفرتايزنج إيج" على قائمة نجوم التسويق الدوليين لعام 1996، تقديراً لجهوده في إطلاق مهرجان دبي للتسوق.
أظهر العبار قدرة فائقة على العمل والإنجاز خلال المراحل الأولى من حياته العملية، التي بدأت بعد تخرجه في جامعة سياتل في الولايات المتحدة وحصوله على شهادة البكالوريوس في الإدارة المالية والأعمال في عام 1981.
وتمكنت دائرة التنمية الاقتصادية، التي تأسست عام 1992 بإدارة العبار، من تحقيق نجاح كبير في توجهها نحو تعزيز مشاركة القطاع الخاص في مسيرة التنمية في دبي. ووضعت العديد من الأنظمة واللوائح التي ساهمت في تطوير البيئة التجارية والاقتصادية في الإمارة، وأرست معايير الشفافية والانفتاح في الثقافة الاقتصادية. وحظيت مسيرة التميز والسعي نحو الجودة في دبي بدفعة قوية مع إطلاق الدائرة لجائزة دبي للجودة. كما ساهمت مبادرات مهرجان دبي للتسوق ومفاجآت صيف دبي في تعزيز النشاط الاقتصادي في القطاعات التجارية والسياحية في الإمارة.
وساهم العبار، الذي شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة ألمنيوم دبي المحدودة "دوبال" لفترة طويلة، في تعزيز نمو القطاع غير النفطي في الإمارات. كما لعب دوراً كبيراً في تعزيز سمعة دبي على قائمة أهم المراكز الدولية لتنظيم المعارض والمؤتمرات خلال فترة عمله بمنصب نائب رئيس مجلس إدارة مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 1992 حتى نوفمبر 2002.
وقد أسهم العبار من خلال منصبه كرئيس لمجلس إدارة إعمار العقارية، في تحويل القطاع العقاري في إمارة دبي إلى واحد من أكثر القطاعات العقارية تطوراً وحيوية في الشرق الأوسط، وتجدر الإشارة هنا إلى أن مجموع الأصول التي تملكها كل من إعمار ودوبال تقدر بحوالي 10 مليار دولار.
محمد العبار رب أسرة وأب لأربعة أبناء، ومن هوايته لعب الجولف والتنس، ويهوى رياضة التزلج والبولو وجمع المقتنيات الأثرية. وساهم العبار، الذي يرأس جمعية الإمارات لرياضة الجولف، في ترسيخ سمعة دبي على خارطة رياضة الجولف العالمية من خلال إشرافه على بطولة دبي دزرت كلاسيك للجولف، التي تعد إحدى البطولات السنوية لجولات بطولات الجولف الأوروبية. كما يترأس العبار مجلس إدارة مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة، وهي هيئة خيرية توفر خدمات رعاية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وهو من الأعضاء البارزين في المنتدى الاقتصادي العالمي، وقادة المستقبل ومؤسسة القادة الشباب.
أما شركة إعمار العقارية فهي شركة مساهمة عامة مقرها دبي ومدرجة في سوق دبي المالي ومؤشر داو جونز "آرابيا تايتنز". وتعد شركة "إعمار" أكبر شركة عقارية في العالم من حيث القيمة السوقية.
وفي نهاية شهر يوليو من العام الحالي، أعلنت الشركة عن تسجيل أرباح صافية قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي وصلت إلى 2.533 مليار درهم (ملياران وخمسمائة وثلاثة وثلاثون مليون درهم)، بنسبة نمو بلغت 384 بالمئة مقارنة مع 523 مليون درهم للفترة ذاتها من عام 2004. كما حققت الشركة نمواً قياسياً في العائدات بلغ 94 بالمئة لتصل إلى 4.717 مليار درهم (أربعة مليارات وسبعمائة وسبعة عشر مليون درهم) خلال النصف الأول من عام 2005 مقارنة بعائدات قدرها 2.433 مليار درهم (ملياران وأربعمائة وثلاثة وثلاثون مليون درهم) في الفترة ذاتها من العام الماضي. كما ارتفع الريع السنوي للسهم في الفترة ذاتها بنسبة كبيرة ليصل إلى 1.83 درهم مقارنة مع 0.39 درهم لنفس الفترة من العام الماضي.
وفي إطار استراتيجيتها الخاصة بالتوسع عالمياً، أسست "إعمار" شراكات عديدة خارج دولة الإمارات، فقد امتدت إلى مصر وسوريا والأردن والمغرب وباكستان. وقد وقعت الشركة اتفاقية مع حكومة أندرا براديش الهندية لإقامة منشآت تجارية وسكنية وترفيهية، بالإضافة إلى مركز متطور للمؤتمرات في مدينة حيدر أباد في الهند.
كما قامت "إعمار" بالتعاقد مع شركة "أرماني للشقق الفندقية والمنتجعات" لإنشاء "مبنى أرماني للشقق الفندقية" ضمن "برج دبي" الذي يعد الأطول في العالم. وسيضم "مبنى أرماني للشقق الفندقية" 172 غرفة وجناحاً، بالإضافة إلى ناد صحي وعدد من المطاعم على مساحة تتجاوز 40 ألف متر مربع. ويمثل هذا المبنى خطوة أولى ضمن خطة شاملة تهدف إلى إنشاء سلسلة عالمية من الشقق الفندقية والمنتجعات تحمل اسم "أرماني".
وتقوم إعمار بتطوير العديد من المشاريع العقارية الضخمة في سوقها الرئيسية دبي. وتشمل هذه المشاريع، التي دخلت مراحل مختلفة من التنفيذ، "مرسى دبي"، "المرابع العربية"، "تلال الإمارات"، "ذا فيوز"، "السـهول"، "الينابيع"، "البحيرات"، "الروضة"، و"أبراج إعمار". وقد شهدت الشركة نمواً كبيراً منذ إطلاقها في عام 1997، حيث قامت "إعمار" في شهر يونيو من العام 2005 بتسليم أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية لمالكيها.
وأطلقت الشركة الأعمال الإنشائية مؤخراً في مشروع "برج دبي"، أكثر مشاريعها طموحاً حتى اليوم، ويتضمن "برج دبي"، أطول برج ناطحة سحاب في العالم، و"دبي مول"، أكبر مركز تسوق في العالم، و"البوليفارد"، و"مركز الأعمال" و"ذا لوفتس" و"فندق بحيرة برج دبي" و"المدينة القديمة" و"جزيرة المدينة القديمة" وبحيرات اصطناعية ومساحات شاسعة من الحدائق والمتنزهات.
وفي الوقت الذي تواصل فيه إعمار العمل على تطوير نخبة من المشاريع العقارية العالمية المبتكرة، تعمل الشركة على تنويع مصادر دخلها والاستثمار في مشاريع متنوعة لتحقيق إضافة نوعية للمساهمين الذين يقدر عددهم بحوالي 41 ألف مساهم بما فيهم حكومة دبي.
وتملك الشركة وتدير شركتين تابعتين لها، هما بنك دبي، الذي يقدم خدمات مصرفية متخصصة للشركات والأفراد، وشركة "إمرل"، وهي مشروع مشترك مع شركة "كاريليون" البريطانية، التي توفر مجموعة خدمات مبتكرة لإدارة العقارات، بالإضافة إلى شركة "سهم" المتخصصة في خدمات تقنية المعلومات. وتمتلك إعمار حصة أغلبية في أسهم شركة أملاك للتمويل العقاري، الشركة الأولى المتخصصة في خدمات التمويل العقارية في الإمارات. كما تملك وتدير الشركة مجمع الذهب والألماس في دبي.
ومع أن شركة إعمار بدأت نشاطها في في شهر يوليو عام 1997 إلا أن حركة أسهمها اللافتة للانتباه وتبوأها مركز الصدارة من حيث إجمالي قيمة التداول في أسواق المال الإماراتية لم تبدأ إلا في النصف الثاني من العام الماضي 2004م، حيث بقي سعر سهمها في السوق يدور حول 22 درهماً عام 2002 ولم يحقق السهم طيلة العام 2003 سوى ارتفاع في سعره السوقي بنسبة 10.77 بالمئة حيث دخل العام 2004 بسعر 20.25 درهماً, وبدأ السهم يصعد بقوة حيث ارتفع الى حدود قاربت الـ 60 درهماً قبل تجزئته إلى عشرة أجزاء, ليبدأ موجة صعود لم يسبق لها مثيل من مستوى 5.5 درهم تقريباً بسعره السوقي بعد التجزئة, ليضاعف سعره مرتين ونصف قبل نهاية العام تقريباً.
وخلال العام الحالي 2005 أصبح السهم الذهبي ليس على مستوى السوق المحلية فحسب وإنما على مستوى منطقة الخليج عموماً، إذ حقق السهم ارتفاعاً في قيمته السوقية من مستوى 13 درهماً مطلع شهر أبريل إلى حدود 48 درهماً في نهاية يونيو، أي أنه تضاعف ثلاث مرات تقريباً في ثلاثة أشهر.
ومع ارتفاع حجم السيولة النقدية في السوق وتحول السوق الإماراتية إلى نقطة جذب لرؤوس الأموال العربية والخليجية المتعطشة لفرص استثمارية مجدية في أوطانها, وانتشار حمى الاكتتابات الأولية التي جمعت بعض الشركات المساهمة العامة الجديدة خلالها مئات المليارات من الدراهم, لعبت إعمار ورقتها الرابحة, كيف لا وهي العامل الأهم في جذب كل تلك المليارات إلى سوق الأسهم, فقررت مضاعفة رأسمالها بطرح 2.685 مليار سهم للاكتتاب بقيمة 5 دراهم للسهم الواحد متضمنة سعر السهم وعلاوة الإصدار فجمعت "برمشة عين" عشرة مليارات درهم من السوق أضافتها إلى السيولة النقدية المتوفرة لديها وعززت مركزها المالي, ومع الارتفاع المتواصل الذي سجله سعر سهمها في السوق فقد أصبحت اليوم بجدارة أكبر شركة عقارية في العالم من حيث قيمتها السوقية التي تبلغ حوالي 165 مليار درهم تعادل حوالي 45 مليار دولار أمريكي, ولتحتل بذلك يداً بيد مع العبار قمة هرم الشركات العقارية في العالم أجمع، غير أن هذا لم يكن نهاية المطاف بل أعلنت إعمار حديثاً عن خطة طموحة لتعزيز حضورها في قطاع تجارة التجزئة باستثمارات إجمالية تقدر بأكثر من 15 مليار درهم لبناء وتطوير 100 مركز للتسوق في كبرى الأسواق النامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشبه القارة الهندية.