[size=18]غيّر نمط غضبك
يمكنك أن تحرر الانفعالات والسلبيات ألف مرة ومرة، لكنك إذا لم تُغيّر أسلوبك وتحوّله فإن الانفعال سيتراكم من جديد ونعيد الشحن والاستفراغ، وتعود الكرة تلو الكرة...
إن تحرير الطاقة أمر سهل جداً وهو جيد لا خطأ فيه، لكنه ليس المطلوب ولا المرغوب...
كسر النمط التقليدي، جهاد النفس، هو العمل... وهو ليس بأمر سهل...
هذا التمرين سيساعدك على تغيير أسلوب تحرير الطاقة المحبوسة:
اختر وقتاً مريحاً، أغلق باب غرفتك، اغضب، ولكن لا تحرر هذا الغضب، بل استمر بتقويته وتغذيته وإشعال نيرانه حتى تغدو كالمجنون... المهم ألا تطلق له العنان، ولا حتى بضربك للوسائد، أو رميك لأي شيء...
احبسه بشتى الوسائل، وإذا شعرتَ بأن التوتر يتصاعد في معدتك فاجعلها مشدودة للداخل بقدر ما تستطيع، وإذا أحسست بتعب وضغط في كتفيك شدّهما أكثر، حتى يغدو جسمك كله مشدوداً مشحوناً لأقصى درجة مثل بركان يغلي ويغلي دون أن يفجّر حممه...
لا تصرخ، ولا تصيح، ولا تضرب أي شيء وإلا سترتخي عضلات كتفيك وسيتلاشى التوتر من معدتك...
اضبط المنبه وحاول أن تزيد من اشتعال غضبك وترفع من حدة توترك حتى ذروة الغليان والاحتقان لمدة ربع ساعة... وحينما يرن المنبه ستكون في أوج الغضب والانفعال.. ولكن ما أن يتوقف الرنين حتى تهدأ وتسترخي وتجلس صامتاً ساكناً بعينين مغمضتين مراقباً مشاهداً لكل ما يحدث...
إذا واصلتَ هذا التمرين لمدة أسبوعين سوف تُذيب حرارتك المشتعلة كافةَ أنماط الغضب والانفعال والتوتر، فالغضب موجود فقط لأنك غير واعي، وكلما ازددتَ وعياً ستتحول وتتغير داخلياً، ولكن لن يكون هذا التحول مبرمجاً مُدبّراً من الفكر بل تحولاً طبيعياً عفوياً...
التغيير الحقيقي هو التغيير الداخلي الأصلي...
هو الانتفاcolor]ضة الداخلية التي تجعلك أكثر وعياً وحضوراً وإدراكاً...
والإناء ينضحُ بما فيه..[/size]