الزهراء عباس السوسوة عضو نشيط
عدد الرسائل : 32 العمر : 34 العمل : طالبه في كلية الطب البشري المزاج : رايقة هادئة صريحة ما تحب حد يزعجها اثناء التفكير بلد الإقامة : اليمن رقم هاتف العضو : ما بين الواحد والخمسين رقم العضوية : 65 تاريخ التسجيل : 20/05/2008
| موضوع: عدنا قتلوا الرضيع 25/04/09, 09:05 am | |
| قتلو الرضيع!..دخان اسود يحجب شمس الصباح,ويضفي شحوبا قاتما في سماء مدينة جنين الغاضبة,حجارة متناثرةفي الطرقات هنا وهناك,اطارات مشتعلة تعترض الطرق الرئيسية,لتعرقل سير العربات المصفحة المنتشرة في شوارع المدينة,حواجز عسكرية,وجنودمدججون بالسلاح يتاهبون للمطاردة,وفي لحظة عابرة تحتدم المواجهة,ازيز الرصاص يعلن بدء المعركة غير المتكافئة,مئات الجنود ينطلقون كالكلاب المسعورة يطاردونالعزلمن السلاح,يصرخ احمد في وجه اخيه الاصغرلاتجبن يازاهر لاتهرب منهمابدا)ويبقى مكانه ويرمي الوجوه الوقحة بالحجارة,يتراجع زاهر ويستعد للهربيلتفت وراءه,يصرخ احمدالله اكبر!خذوا يااعداء الله)وينشد غير ابه بالعواقبيمين اللهعن اعدائي مابراجع) ويعلو الصاص وتقترب الكلاب المسعورة وتنهمر القنابل المسيلة للدموع من كل جانب,ويضع احمد اللثام على فمه ويواصل هجماته,تتوالى الحجارة عليهم بغزارة ولاتكل ابدا يده الطاهرة,يراقب زاهر عن كثب,يتوارى خلف الاسوار الاسمنتية,داخل ازقة البلدة القديمة,يتوهج بريق عينيه,فجاة !يضع كفه على راسه تجحظ عيناه يصرخ بعصبيةاحمد اسرعالى هنا..يااحمد اسرع قبل ان يقتلوك!)لم يسمع احمد صوت اخيه ولم يلتفت الى الوراءيتلقى صدره المندفع رصاص الغدر ويعانق الشهادة,ويتلوى دون ان تغادر البسمةشفتيه,يستند الى جدار شامخ يتشبث به يطبع من دمه على الحائط شعار الشهادة,يهوي ليصعد عاليا وقد تزين باكليل الشهداء.اسدل الليل ستاره وازدادت كلحة الليل بدخول منتصفه,ومازال زحف الجنود متواصلا,وتدوس الاقدام النجسة الجسد الطاهر,تصرخ طاعنة في السن لهول المشهد تتقدم لتصنعشيئا تدفع جنديا بيدهاوفيضربها اخر بطرف بندقيته ويلقيها على الارض,تنظر اليهاابنتها من شرفة منزلها,تذهل عن رضيعها وتهتز لمنظر امها الملقاة على الارض تصرخغاضبة امي امي)تحقر وجوه الاوغاد,يتطاير شرر الحقد من عين الضابط الاثيم يشيرالى جندي معه فينهمر الرصاص الغادر ليقتحم المنزل,تخترق رصاصة نافذة المنزل,يعلو الصراخ والبكاء(ولدي !ماذا اصابك؟!)مجرمون قتلة حتى الرضيع قتلوه,وتنطلق الصرخة وتدوي تخرج من عمق الاعماق,يتفطر فؤاد الام المسكينة تخرج وبين يديهاالرضيع,نظر رهيب الدماء تغطي راسه يتضاحك الجنود,تسقط المراة على طفلها المصبوغبالدم الاحمر القاني,وتنهمر الدموع وتختلط بالدماء ويفر الاثمون,يجتمع الناس علىالطفل الميت في احضان امه,تنهار الام ويغمى عليها.تتلوث اجواء المدينة بدخان الحزن والاسى,وتجلجل اناشيد الغضب,ويخيم الليل البهيموتعيش البلدة فترة هدوء موحشة,ويعتريها سكون المقابر,وتمر ايام قلائل يتسلل ملثم من بيته تحت ستار ظلام الليل,يعترض سيارة لليهودخذوا يا اعداء الله)وتنطلق قذيفة"هاون"تقذف السنة اللهب المتوهجة تشتعل السيارة,ويصيح الجنود وينطلق الرصاصوتختفي اثار الملثم.يجلس زاهر بجابي قبر اخيه احمد تنهمر الدموع من عينيهساثار منهم يااحمد لن اتخلف عنك...لن اتخلف عنك يااحمد...) وفي لحظات السكون ..يحلو البكاء للعيون,كتل من الاهات تتفجر..سيبقها شريط من الذكريات ..وتختمها اصوات الزفرات,كل هذا من اجل حلم مفقود..يقال انه سوف يعودليملاء الكون والوجود..ويصرخ به كل طفل ومولود,سيذهب الذل المرير..وتطيبللعين القرير..والنوم على وسائد من حرير..حينها سيكون التحرير. | |
|